jeudi 9 septembre 2010

تاريخ لمشاهب بعيون الشريف


لا يخفى ان الشريف يعد من بين امهر العازفين على آلة الموندولين، وقد لقي عزفه اقبالا كبيرا من طرف الشباب في مرحلة السبعينات والثمانينات· وتأثر به الكثيرون كما تأثروا بجميع اعضاء الفرقة، ولعل الاقبال الذي كانت تحظى به خلال حفلاتها منذ ظهورها، أسطع دليل على قيمتها في اوساط الجماهير·
على غرار الشباب المحب للفن، كان الشريف يحب الموسيقى الغربية· وبحي بلفدير في الدار البيضاء حيث كان يقطن اقترح علي بعض اصدقائه من العازفين، بان يؤسسوا مجموعة غنائية على شاكلة المجموعات الغربية· وبالفعل اقتنوا آلات القيتار والبيانو "ولاباتري" بالاضافة الى آلة الموندولين واخذوا يشتغلون على نصوص بالعربية وأخرى بالدارجة المغربية لكن بألحان غربية· كان يحضر لتداريبهم بعض اصدقائهم من بينهم احد اصدقاء الشريف وهو السيد بولمان الذي يعمل الآن محاميا بهيئة مراكش، كانت المجموعة تسمى آنذاك "صوت اليوم" وقد اطلقوا هذا الاسم بالانجليزية، الشيء الذي لم يرق اصدقاءهم الذين اقنعوهم في الاخير انه لا يعقل ان تكون مجموعة كل اعضائها مغاربة عرب، ويغنون بالعربية وان يطلقوا على انفسهم اسما عجميا· ليقترح عليهم السيد بولمان تغيير هذا الاسم وشرح لهم بما ان غناءهم يعد بمثابة سلاح ضد الظلم الذي يطال البسطاء، فلماذا لا يختارون اسما من المسألة المعروفة عند جميع المسلمين والمتعلقة برجم الملائكة للشياطين الشريرة بواسطة "الشهب" وسيكون هذا الاسم عربيا جميلا ومعبرا ودالا· وبعد نقاش مع الشريف الذي كان يبحث عن اسم دارجي اقترح صديقه اسم "لمشاهب"·
في هذه الفترة لم يكن الشريف قد تعرف على أي فرد من افراد مجموعة لمشاهب المعروفين، شرع في التداريب مع اصدقائه وأعد معهم مقطوعات مختلفة، وستظهر في هذه الفترة مجموعة ناس الغيوان ولم يعجبه شكلها في الوهلة الأولى· لانه كان متشبعا بالاغنية الغربية ومعجبا بها· بعد مدة سيتصل به محمد البختي الذي سيتعرف عليه للمرة الاولى وسيقترح عليه تكوين مجموعة على شاكلة مجموعة ناس الغيوان، لأن هذا اللون الغنائي سيكون له مستقبل جيد· وبعد نقاش طويل عبر فيه الشريف بأن هذا النمط الغنائي لا يعجبه ولا يحرك فيه اي احساس، اقترح عليه البختي ان يدخل معه في تجربة واذا لم تعجبه ينسحب·
آنذاك حضرت الى الدار البيضاء فرقة غنائية من مدينة مراكش اسمها "طيور الغربة"، تضم الاخوان احمد الباهيري ومحمد الباهيري· هذه المجموعة هي التي سيعوض اسمها فيما بعد بمجموعة لجواد، كانت رفقة هذه المجموعة فتاة حديثة السن اسمها سعيدة، التي ستضطر للعودة الى مدينة مراكش بعدما فشلت المجموعة في تسجيل اغانيها، ليظل احمد الباهيري ومحمد الباهيري في الدار البيضاء، حيث سيلتقيان مع البختي، ويدخلان معه في المشروع الذي اقترحه على الشريف· سيبدأ الشريف في التداريب مع الاخوان الباهيري وبعد سماعه لاعمالهم اقترح عليهم ان المجموعة في حاجة الى صوت نسوي· ليخبرانه بان الطفلة سعيدة هي الصوت المناسب ولم يتردد الشريف والبختي في السفر الى مراكش والالتقاء بعائلة سعيدة ويقترحان عليها العمل مع المجموعة· وبعد اذن العائلة ستسافر معهما سعيدة الى الدار البيضاء· سيصبح اعضاء المجموعة اربعة افراد وستتصل احدى دور التسجيل، التي سيسجلون لها اول اسطوانة من بينها اغنية الخيالة المعروفة الان باسم "الصايك تالف والراكب خايف"، وبما ان المجموعة كانت تضم أصواتا كلها رقيقة فقد كانوا في حاجة الى صوت فخم حتى يشكل نوعا من التناغم والتكامل·· في هذ الفترة كان المرحوم محمد باطما ضمن مجموعة "تكدة" وقد حصل سوء تفاهم بينه وبين اعضاء هذه المجموعة، حيث سيغادر الفرقة · وبما ان لمشاهب كانت تبحث عن صوت فخم فقد اتصل به البختي وضمه الى الفرقة·
لم يكن الشريف خلال هذه المدة قد حسم في أمر استمراره مع فرقته الجديدة رغم النجاح الذي لقيته في أول الامر، لكن بمجرد التحاق محمد باطما واستماعه الى صوته وألحانه وكلماته قرر البقاء في المجموعة، وكانت اول اغنية سيستمع اليها الشريف من محمد باطما، هي "امانة يا سيدي امانة حرام تضيع" · وعن هذا القرار قال المرحوم الشريف "كان محمد باطما انسانا رائعا ومهذبا· رقيق الاحساس وفنانا يرتاح المرء اليه وقد قررت ان اتخذه صديقا ورفيقا لي في رحلتي الفنية"·
بعد مدة من الاشتغال سيغادر الاخوان الباهيري الفرقة ليظل سي محمد وسعيدة والشريف فقط· هنا سيقوم البختي بجلب محمد الشادلي الذي كان مع محمد سوسدي ضمن مجموعة "آلدقة" التي ستصبح فيما بعد مجموعة "الجودة"، كان الشادلي قد عاد لتوه من هولندا بعد جولة قامت بها فرقته هناك· فيما مكث السوسدي في هولندا لمدة· بعد عودة السوسدي سيتم الاتصال به هو الاخر لينضم الى المجموعة· ليصبح عدد اعضاء الفرقة خمسة اشخاص وستكون الانطلاقة الحقيقية للمجموعة في سنة 1974 حيث ستحقق نجاحا باهرا يفوق ما كانوا يتوقعونه· فخلال تلك السنة سيتلقون عشرات الدعوات لإقامة حفلا بمختلف البلدان الاوربية·
بعد مدة من الاشتغال اطلع المرحوم باطما اصدقاءه على نيته في الزواج بسعيدة فرافقه اعضاء الفرقة الى مراكش لخطبتها من عائلتها واقاموا حفل الزفاف هناك، وبعد بضعة اشهر ستضطر للتوقف عن الغناء بسبب الحمل، وكان على الفرقة ان تبحث عمن يعوضها في اقرب وقت خصوصا وان لهم التزامات مع عدة جهات، لينتهي الى مسامعهم ان هناك مجموعة غنائية تسمى "نواس الحمراء" تتكون من عناصر جيدة لكنها توقفت بسبب بعض المشاكل· كانت هذه المجموعة تضم من بين افرادها عبد الكريم الذي سيلتحق فيما بعد بمجموعة جيل جيلالة وحمادي، هذا الاخير الذي قدم الى الدار البيضاء لممارسة الفن المسرحي، وكسائر فناني مدينة الدار البيضاء كان حمادي يتردد علي مقهى "لاكوميدي" وذات مرة أخبر احد اصدقاء المجموعة الشريف الذي كان جالسا بذات المقهى بان الجالس هناك اي حمادي هو احد اعضاء فرقة نواس الحمراء وان له صوتا جميلا· فتوجه اليه الشريف وعبر له عن حاجة المجموعة اليه فلم يتردد حمادي في القبول بالانضمام الي المجموعة·
مجموعة لمشاهب التصقت بذاكرة الجمهور ليس فقط من خلال اعمالها، بل حتى من خلال شكلها ولباسها· هذا اللباس الذي ظل موشوما في الذاكرة المغربية· انبعث من اسم لمشاهب، هذا الاسم المغربي المشتق من اللفظ العربي "الشهب"، أي قبس من النار الملتهبة، لذلك ارتأت المجموعة ان يكون شعارها مجسدا في طريقة لباسها· وهكذا سيعمل الشريف بنفسه على تصميمها النهائي وستقوم والدته بخياطة اللباس الاول الذي ستظهر به المجموعة·· وسيظل هذا الشعار يتكرر في الألبسة الطويلة التي يرتدونها في فصل الشتاء وفي الالبسة القصيرة الصيفية· بل صممت المجموعة في وقت من الاوقات أحذية بنفس الشكل·
كان الشريف ينتبه لكل شيء، فهو من اقترح طريقة وقوف المجموعة على الخشبة، حيث كانت المجموعة تعتمد شكل نصف دائرة، وهي طريقة مدروسة تسمح لكل فرد من افراد المجموعة ان يرى زملاءه، فمحمد باطما رحمه الله يكون دائما في الوسط لكنه متأخر، وبهذه الطريقة يرى الجميع والشريف وحمادي في الجانبين الايمن والايسر والشادلي والسوسدي قريبان منهما، هذا الشكل بالاضافة الى كونه يجعلهم قريبين من بعضهم فهو ايضا يضفي جمالية على المجموعة وكانت آلة الموندولين تناسب شكلهم، هذه الآلة التي يعتبرها الجميع العضو السادس في الفرقة· وهي تختلف عن آلة "الموندول" الجزائرية ذات الحجم الصغير والتي تحتوي ثمان وترات مزدوجة·
فالشريف صمم آلة مخالفة نسبيا واطلق عليها اسم "موندولون سيل" تتوفر على تسع وترات مبتكرا بذلك جوابه الخاص "نوتة الصول"، وهي الوترة التاسعة ثم ان حجم هذه الآلة اكبر من الموندول ويدها اعرض وصندوقها اكثر غورا· وقد تطلب منه صنع هذه الآلة حوالي ثمانية اشهر لجعلها استثنائية من حيث الصوت والنغمات· كما ابتكر لها ميكروفونا صغيرا لتعطي النغمة التي يريد، فعادة ما تتوفر نوتة الصول علي وترتين أما الشريف فقد وضع وترتين، احداهما ثالثة والاخرى نوتة "سي" لتعطي نغمة حادة ونغمة فخمة في نفس المستوى الموسيقي وهو ما يسمى في علم الموسيقى "اوكتاف" وكان الهدف من هذا كله هو اقامة توزيع صوتي بين اعضاء المجموعة ينسجم فيه الصوت الفخم والصوت الحاد وماهو ميديوم·· الخ·
كان الرجل يؤمن دائما بالتطور وهو ما دفعه في العديد من المرات·· لمغادرة المجموعة والبحث عن آفاق جديدة· بعد عودته الاخيرة من تونس كان عازما ان يدخل مغامرة جديدة رفقة لمشاهب لكن بآلات اخرى، وعازفين آخرين· وعن قراره هذا يقول الشريف·
"لما سافرت الى تونس تركت آلتي بالمغرب، ولما عدت وأردت ان اتمرن قليلا مع اخواني في الحفلات التي نقيمها· وجدت صعوبة كبيرة، تطلبت مني جهدا كبيرا للتذكر وهو ما يعني ان الاجتهاد الذي قمنا به في رحلتنا الفنية كان كبيرا· واستغربت كيف كنت في تلك السنوات وانا شاب قادر علي عزف تلك المقطوعات التي استمتع بها الجمهور، وفهمت استغراب بعض العازفين المبتدئين الذين كانوا يأتون عندي ويسألونني كيف قمت بهذا العزف؟ ويشرحون لي انهم وجدوا صعوبة في عزفه· لكن يبقي ان التقنيات التي كنا نعتمدها كانت مقبولة في ذلك الوقت وكانت تبدو متطورة· اذن علينا اليوم ان نواكب هذا التطور ومتطلبات الاجيال الصاعدة"·
الشريف ايضا كان يعتبر ان ليس هناك فنان في المغرب استطاع ان يصل بفنه الى مستوى العالمية، ويعزي الشريف فشل الفنانين في الوصول الى مستوى العالمية إلى أنهم لا يطورون انفسهم، في هذا الاطار يقول "نعم هناك اهتمام غربي ببعض الالوان الموسيقية التراثية والتي جسدتها المجموعات الغنائية المغربية، لكن هذه المجموعات بدورها لم تصل الى المستوى الذي كان من المفروض ان تصل اليه· فانا مثلا اريد ان يتوفر بول ماركرتني او غيره على شريط مغربي لمجموعة معينة او لطرب معين لم لا· المشكل ليس في المنتجين كما يعتقد البعض، المشكل في الفنانين، فهم لا يحاولون تطوير منتوجهم، فلو وجد المنتج مستوى عاليا من الناحية الفنية، فإن انتاجه لابد وان يكون في المستوى العالي· أتفق ان مشاركتنا الفنية في الخارج كمجموعات فنية، تحكم فيها دائما منتجون لا يؤمنون الا بالتجارة وكانوا يأخذوننا الى الحفلات التجارية· هناك اسهام للمنتج في عدم تطوير الاداء الفني· لكن النسبة الكبيرة تعود الى الفنان نفسه الذي لا يريد ان يطور فنه"·
يرى الشريف ايضا ان اغلب المجموعات تتسم ببساطة مستواها الموسيقي، ورغم انهم يتوفرون علي حس فني لكن لا يمكنهم تطوير فنهم وهم يعلمون هذا، كما يعتبر انه لو كان هناك تطور وتنافس بين المجموعات، ستكون ساحتنا الفنية غنية ويكون العطاء الفني هائلا· ويختم الشريف قائلا "لن ابالغ اذا قلت اننا نحن "لمشاهب" الوحيدون دون جميع المجموعات، الذين اعتمدنا على مجهودنا الذاتي ولم نلجأ الى التراث سواء من ناحية الكلام او على مستوى الالحان"·


مولاي المراني الشريف


وداع و بمرارة خلفت أسى ودموع تقطع اوتار القيتارة ما عاد لحنها مسموع


قبيل وفاته بلحظات، التفت الفنان الشريف الى اخته وطلب منها ان تشغل شريطا صوتيا للمشاهب· لبت الاخت رغبته وأخذ في الانصات لبرهة ثم طلب منها توقيف الشريط· قبل ان يطالبها بإعادة تشغيله·
انصت هذه المرة بإمعان ومسح بيده علي صدره، ثم اردف دمعة قبل ان يغمض عينيه الى الابد·
مات الشريف اذن وفي قلبه مجموعته التي انشد معها اروع الالحان· مات وأذناه تحملان اصوات محمد باطما· محمد سوسدي· الشادلي، حمادي، وسعيدة· وكأنه في وداعه الاخير اشتاق الى دفء لمشاهب التي عاش في حضنها سنين طويلة·
ربما في تلك اللحظة كان يستعيد تاريخ المجموعة، ومختلف الظروف التي ستجمعه برفاق الدرب· ربما عادت به الذاكرة الى البدايات والى المجد الذي حققه رفقة مجموعته وربما كان يفكر في محمد باطما الذي سبقه الى دار البقاء· في هذ الورقة سنعرض رحلة الشريف لمراني مع لمشاهب وجانبا من سيرته الذاتية·

لا يخفى ان الشريف يعد من بين امهر العازفين على آلة الموندولين، وقد لقي عزفه اقبالا كبيرا من طرف الشباب في مرحلة السبعينات والثمانينات· وتأثر به الكثيرون كما تأثروا بجميع اعضاء الفرقة، ولعل الاقبال الذي كانت تحظى به خلال حفلاتها منذ ظهورها، أسطع دليل على قيمتها في اوساط الجماهير·
على غرار الشباب المحب للفن، كان الشريف يحب الموسيقى الغربية· وبحي بلفدير في الدار البيضاء حيث كان يقطن اقترح علي بعض اصدقائه من العازفين، بان يؤسسوا مجموعة غنائية على شاكلة المجموعات الغربية· وبالفعل اقتنوا آلات القيتار والبيانو "ولاباتري" بالاضافة الى آلة الموندولين واخذوا يشتغلون على نصوص بالعربية وأخرى بالدارجة المغربية لكن بألحان غربية· كان يحضر لتداريبهم بعض اصدقائهم من بينهم احد اصدقاء الشريف وهو السيد بولمان الذي يعمل الآن محاميا بهيئة مراكش، كانت المجموعة تسمى آنذاك "صوت اليوم" وقد اطلقوا هذا الاسم بالانجليزية، الشيء الذي لم يرق اصدقاءهم الذين اقنعوهم في الاخير انه لا يعقل ان تكون مجموعة كل اعضائها مغاربة عرب، ويغنون بالعربية وان يطلقوا على انفسهم اسما عجميا· ليقترح عليهم السيد بولمان تغيير هذا الاسم وشرح لهم بما ان غناءهم يعد بمثابة سلاح ضد الظلم الذي يطال البسطاء، فلماذا لا يختارون اسما من المسألة المعروفة عند جميع المسلمين والمتعلقة برجم الملائكة للشياطين الشريرة بواسطة "الشهب" وسيكون هذا الاسم عربيا جميلا ومعبرا ودالا· وبعد نقاش مع الشريف الذي كان يبحث عن اسم دارجي اقترح صديقه اسم "لمشاهب"·
في هذه الفترة لم يكن الشريف قد تعرف على أي فرد من افراد مجموعة لمشاهب المعروفين، شرع في التداريب مع اصدقائه وأعد معهم مقطوعات مختلفة، وستظهر في هذه الفترة مجموعة ناس الغيوان ولم يعجبه شكلها في الوهلة الأولى· لانه كان متشبعا بالاغنية الغربية ومعجبا بها· بعد مدة سيتصل به محمد البختي الذي سيتعرف عليه للمرة الاولى وسيقترح عليه تكوين مجموعة على شاكلة مجموعة ناس الغيوان، لأن هذا اللون الغنائي سيكون له مستقبل جيد· وبعد نقاش طويل عبر فيه الشريف بأن هذا النمط الغنائي لا يعجبه ولا يحرك فيه اي احساس، اقترح عليه البختي ان يدخل معه في تجربة واذا لم تعجبه ينسحب·
آنذاك حضرت الى الدار البيضاء فرقة غنائية من مدينة مراكش اسمها "طيور الغربة"، تضم الاخوان احمد الباهيري ومحمد الباهيري· هذه المجموعة هي التي سيعوض اسمها فيما بعد بمجموعة لجواد، كانت رفقة هذه المجموعة فتاة حديثة السن اسمها سعيدة، التي ستضطر للعودة الى مدينة مراكش بعدما فشلت المجموعة في تسجيل اغانيها، ليظل احمد الباهيري ومحمد الباهيري في الدار البيضاء، حيث سيلتقيان مع البختي، ويدخلان معه في المشروع الذي اقترحه على الشريف· سيبدأ الشريف في التداريب مع الاخوان الباهيري وبعد سماعه لاعمالهم اقترح عليهم ان المجموعة في حاجة الى صوت نسوي· ليخبرانه بان الطفلة سعيدة هي الصوت المناسب ولم يتردد الشريف والبختي في السفر الى مراكش والالتقاء بعائلة سعيدة ويقترحان عليها العمل مع المجموعة· وبعد اذن العائلة ستسافر معهما سعيدة الى الدار البيضاء· سيصبح اعضاء المجموعة اربعة افراد وستتصل احدى دور التسجيل، التي سيسجلون لها اول اسطوانة من بينها اغنية الخيالة المعروفة الان باسم "الصايك تالف والراكب خايف"، وبما ان المجموعة كانت تضم أصواتا كلها رقيقة فقد كانوا في حاجة الى صوت فخم حتى يشكل نوعا من التناغم والتكامل·· في هذ الفترة كان المرحوم محمد باطما ضمن مجموعة "تكدة" وقد حصل سوء تفاهم بينه وبين اعضاء هذه المجموعة، حيث سيغادر الفرقة · وبما ان لمشاهب كانت تبحث عن صوت فخم فقد اتصل به البختي وضمه الى الفرقة·
لم يكن الشريف خلال هذه المدة قد حسم في أمر استمراره مع فرقته الجديدة رغم النجاح الذي لقيته في أول الامر، لكن بمجرد التحاق محمد باطما واستماعه الى صوته وألحانه وكلماته قرر البقاء في المجموعة، وكانت اول اغنية سيستمع اليها الشريف من محمد باطما، هي "امانة يا سيدي امانة حرام تضيع" · وعن هذا القرار قال المرحوم الشريف "كان محمد باطما انسانا رائعا ومهذبا· رقيق الاحساس وفنانا يرتاح المرء اليه وقد قررت ان اتخذه صديقا ورفيقا لي في رحلتي الفنية"·
بعد مدة من الاشتغال سيغادر الاخوان الباهيري الفرقة ليظل سي محمد وسعيدة والشريف فقط· هنا سيقوم البختي بجلب محمد الشادلي الذي كان مع محمد سوسدي ضمن مجموعة "آلدقة" التي ستصبح فيما بعد مجموعة "الجودة"، كان الشادلي قد عاد لتوه من هولندا بعد جولة قامت بها فرقته هناك· فيما مكث السوسدي في هولندا لمدة· بعد عودة السوسدي سيتم الاتصال به هو الاخر لينضم الى المجموعة· ليصبح عدد اعضاء الفرقة خمسة اشخاص وستكون الانطلاقة الحقيقية للمجموعة في سنة 1974 حيث ستحقق نجاحا باهرا يفوق ما كانوا يتوقعونه· فخلال تلك السنة سيتلقون عشرات الدعوات لإقامة حفلا بمختلف البلدان الاوربية·
بعد مدة من الاشتغال اطلع المرحوم باطما اصدقاءه على نيته في الزواج بسعيدة فرافقه اعضاء الفرقة الى مراكش لخطبتها من عائلتها واقاموا حفل الزفاف هناك، وبعد بضعة اشهر ستضطر للتوقف عن الغناء بسبب الحمل، وكان على الفرقة ان تبحث عمن يعوضها في اقرب وقت خصوصا وان لهم التزامات مع عدة جهات، لينتهي الى مسامعهم ان هناك مجموعة غنائية تسمى "نواس الحمراء" تتكون من عناصر جيدة لكنها توقفت بسبب بعض المشاكل· كانت هذه المجموعة تضم من بين افرادها عبد الكريم الذي سيلتحق فيما بعد بمجموعة جيل جيلالة وحمادي، هذا الاخير الذي قدم الى الدار البيضاء لممارسة الفن المسرحي، وكسائر فناني مدينة الدار البيضاء كان حمادي يتردد علي مقهى "لاكوميدي" وذات مرة أخبر احد اصدقاء المجموعة الشريف الذي كان جالسا بذات المقهى بان الجالس هناك اي حمادي هو احد اعضاء فرقة نواس الحمراء وان له صوتا جميلا· فتوجه اليه الشريف وعبر له عن حاجة المجموعة اليه فلم يتردد حمادي في القبول بالانضمام الي المجموعة·
مجموعة لمشاهب التصقت بذاكرة الجمهور ليس فقط من خلال اعمالها، بل حتى من خلال شكلها ولباسها· هذا اللباس الذي ظل موشوما في الذاكرة المغربية· انبعث من اسم لمشاهب، هذا الاسم المغربي المشتق من اللفظ العربي "الشهب"، أي قبس من النار الملتهبة، لذلك ارتأت المجموعة ان يكون شعارها مجسدا في طريقة لباسها· وهكذا سيعمل الشريف بنفسه على تصميمها النهائي وستقوم والدته بخياطة اللباس الاول الذي ستظهر به المجموعة·· وسيظل هذا الشعار يتكرر في الألبسة الطويلة التي يرتدونها في فصل الشتاء وفي الالبسة القصيرة الصيفية· بل صممت المجموعة في وقت من الاوقات أحذية بنفس الشكل·
كان الشريف ينتبه لكل شيء، فهو من اقترح طريقة وقوف المجموعة على الخشبة، حيث كانت المجموعة تعتمد شكل نصف دائرة، وهي طريقة مدروسة تسمح لكل فرد من افراد المجموعة ان يرى زملاءه، فمحمد باطما رحمه الله يكون دائما في الوسط لكنه متأخر، وبهذه الطريقة يرى الجميع والشريف وحمادي في الجانبين الايمن والايسر والشادلي والسوسدي قريبان منهما، هذا الشكل بالاضافة الى كونه يجعلهم قريبين من بعضهم فهو ايضا يضفي جمالية على المجموعة وكانت آلة الموندولين تناسب شكلهم، هذه الآلة التي يعتبرها الجميع العضو السادس في الفرقة· وهي تختلف عن آلة "الموندول" الجزائرية ذات الحجم الصغير والتي تحتوي ثمان وترات مزدوجة·
فالشريف صمم آلة مخالفة نسبيا واطلق عليها اسم "موندولون سيل" تتوفر على تسع وترات مبتكرا بذلك جوابه الخاص "نوتة الصول"، وهي الوترة التاسعة ثم ان حجم هذه الآلة اكبر من الموندول ويدها اعرض وصندوقها اكثر غورا· وقد تطلب منه صنع هذه الآلة حوالي ثمانية اشهر لجعلها استثنائية من حيث الصوت والنغمات· كما ابتكر لها ميكروفونا صغيرا لتعطي النغمة التي يريد، فعادة ما تتوفر نوتة الصول علي وترتين أما الشريف فقد وضع وترتين، احداهما ثالثة والاخرى نوتة "سي" لتعطي نغمة حادة ونغمة فخمة في نفس المستوى الموسيقي وهو ما يسمى في علم الموسيقى "اوكتاف" وكان الهدف من هذا كله هو اقامة توزيع صوتي بين اعضاء المجموعة ينسجم فيه الصوت الفخم والصوت الحاد وماهو ميديوم·· الخ·
كان الرجل يؤمن دائما بالتطور وهو ما دفعه في العديد من المرات·· لمغادرة المجموعة والبحث عن آفاق جديدة· بعد عودته الاخيرة من تونس كان عازما ان يدخل مغامرة جديدة رفقة لمشاهب لكن بآلات اخرى، وعازفين آخرين· وعن قراره هذا يقول الشريف·
"لما سافرت الى تونس تركت آلتي بالمغرب، ولما عدت وأردت ان اتمرن قليلا مع اخواني في الحفلات التي نقيمها· وجدت صعوبة كبيرة، تطلبت مني جهدا كبيرا للتذكر وهو ما يعني ان الاجتهاد الذي قمنا به في رحلتنا الفنية كان كبيرا· واستغربت كيف كنت في تلك السنوات وانا شاب قادر علي عزف تلك المقطوعات التي استمتع بها الجمهور، وفهمت استغراب بعض العازفين المبتدئين الذين كانوا يأتون عندي ويسألونني كيف قمت بهذا العزف؟ ويشرحون لي انهم وجدوا صعوبة في عزفه· لكن يبقي ان التقنيات التي كنا نعتمدها كانت مقبولة في ذلك الوقت وكانت تبدو متطورة· اذن علينا اليوم ان نواكب هذا التطور ومتطلبات الاجيال الصاعدة"·
الشريف ايضا كان يعتبر ان ليس هناك فنان في المغرب استطاع ان يصل بفنه الى مستوى العالمية، ويعزي الشريف فشل الفنانين في الوصول الى مستوى العالمية إلى أنهم لا يطورون انفسهم، في هذا الاطار يقول "نعم هناك اهتمام غربي ببعض الالوان الموسيقية التراثية والتي جسدتها المجموعات الغنائية المغربية، لكن هذه المجموعات بدورها لم تصل الى المستوى الذي كان من المفروض ان تصل اليه· فانا مثلا اريد ان يتوفر بول ماركرتني او غيره على شريط مغربي لمجموعة معينة او لطرب معين لم لا· المشكل ليس في المنتجين كما يعتقد البعض، المشكل في الفنانين، فهم لا يحاولون تطوير منتوجهم، فلو وجد المنتج مستوى عاليا من الناحية الفنية، فإن انتاجه لابد وان يكون في المستوى العالي· أتفق ان مشاركتنا الفنية في الخارج كمجموعات فنية، تحكم فيها دائما منتجون لا يؤمنون الا بالتجارة وكانوا يأخذوننا الى الحفلات التجارية· هناك اسهام للمنتج في عدم تطوير الاداء الفني· لكن النسبة الكبيرة تعود الى الفنان نفسه الذي لا يريد ان يطور فنه"·
يرى الشريف ايضا ان اغلب المجموعات تتسم ببساطة مستواها الموسيقي، ورغم انهم يتوفرون علي حس فني لكن لا يمكنهم تطوير فنهم وهم يعلمون هذا، كما يعتبر انه لو كان هناك تطور وتنافس بين المجموعات، ستكون ساحتنا الفنية غنية ويكون العطاء الفني هائلا· ويختم الشريف قائلا "لن ابالغ اذا قلت اننا نحن "لمشاهب" الوحيدون دون جميع المجموعات، الذين اعتمدنا على مجهودنا الذاتي ولم نلجأ الى التراث سواء من ناحية الكلام او على مستوى الالحان"·

شهادات


سعيدة بيروك


ماذا عساني أقول عن الراحل في وقت وجيز؟ إنه فنان بما لكلمة فنان من نبل المعنى·· فنان كبيروإنسان طيب ذو الأخلاق الحميدة، كان عمري يناهز الأربعة عشر عاما حين زارنا لأول مرة بمدينة مراكش، ومنذ ذلك الحين لا أعرف فيه إلا الصدق والمرونة والمسؤولية وحب الفن والإبداع· الشريف عازف ماهر بقي بيته مفتوحا أمام الجميع بكرمه وسخائه ونبله·· اكتشفت أيضا خلال كل الجولات التي كانت تقوم بها المجموعة بأنه إنسان بشوش يحب الضحك والنكتة في مقابل الجد والجدية والإلتزام···· فالشيء الكثير يمكن أن يقال عن الراحل، لكنني سأختم فقط بقول: "البارح ضاعت الكلمة، واليوم ضاعت النغمة"··· وإنا لله وإنا إليه راجعون···

محمد السوسدي


كان رحمه الله علما··· موهوبا، عازفا بامتياز والكل يعرف ذلك·· خاصة من يعرفه عن قرب·· إنه الفنان الذي ابتكر لونا خاصا به فاتخذه الآخرون كطريقة جديدة للعزف على "المندولين"·
مجرد ما سمعت خبر وفاة أخي وصديق عمري الفنان لمراني مولاي الشريف رحمه الله·· أبيت إلا أن أتقدم بالتعزية·· عملا بالعادات والتقاليد التي تفرضها علينا أخلاقنا الحميدة···
لكن·· فبمجرد ما أن تجاوزت حدود انفعال الصدمة، وجدت نفسي أنا الأجدر بالعزاء··· أنا الأحق بالبكاء·· وجدت نفسي·· أنا الفاقد لآليء العقد، وحيدا بلا أصدقاء··
رحم الله أخي الفنان لمراني مولاي الشريف·· وأسكنه فسيح جناته·
لا تخمم·· لاتغتر·· لا تأخد الهم ديما
الفلك ما هو مستمر
ولا الدنيا دايما
ولا الصحة دايما
ولا الشهرة دايما
غير لعباد صايمة

حمادي محمد


أعرف الراحل منذ خمس وثلاثين سنة خلت، ولم أر فيه طيلة هذه المدة والحق يقال سوى الاحترام الفائق والمعاملة الطيبة والتقدير المتبادل رغم خلافاتنا بين الفينة والأخرى··· هذه الخلافات كانت دوما في حدودها المناسب ومن أجل مصلحة المجموعة وفي إطار خدمة الفن النبيل··· الشريف لمراني لن يعوض، فهو يحب الجميع ولا يعرف قلبه الحقد أو الحسد أو الكراهية··· بل كان دائما في خدمة الجميع··· إنه الأستاذ الجليل رحمة الله عليه الذي يشغل باله بالإبداع ولا شيء غير الإبداع···· فما أصعب الحديث عن الراحل في حدود دقائق أو في ساعات حتى··· إنه موسيقي كبير علمنا الشيء الكثير··· أتذكر في يوم من الأيام، كنا في حفل بمدينة طنجة، وكان أمامنا الأستاذ الراشدي الذي خاطب الشريف قائلا: "غريب! طريقة أدائك غريبة والله!" مجمل القول إن الشريف مدرسة فنية قوية ما أحوجنا إلى أمثالها···
رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته···· وإنا لله وإنا إليه راجعون···

( عبد المجيد مشفق ( مجموعة السهام


لم يكن لمراني الشريف سوى ذلك الفنان العميق الاحساس المتعدد الاختصاصات، المتحدي لكل شيء مهما كان شكله او وزنه· إلتقيته صدفة في ربيع 1978، أخبرته أني أعرفه جيدا، وبأني من المهووسين بهذا اللون الغنائي وبأني اشتغل ضمن مجموعة اسمها السهام، آمل ان يسمعها الجمهور·
بقلب كبير وصدر رحب وبلسان تغلب فرنسيته على عربيته، أجابني: إذن سنرى! وضربنا موعدا بعد أسبوع، علمت في نهايته انه مسافر خارج المغرب· اتصلت به فور عودته، فأعطاني موعدا في اليوم الموالي، انتظرته غير بعيد من قيسارية الحي المحمدي قبل الغروب، التقينا وفي منزلنا وبحضور والدي، استمع إلينا فكان اول لقاء· لقد كان الشريف يحمل في عقله ويديه تجربة كبيرة لا في الموسيقى خصوصا الغربية والتي كان متخصصا فيها ويتقنها كثيرا، والاستوديوهات والترتيب والتوزيع ولكن كانت له يدان من ذهب، ضاهى بهما ما يصنعه الحاسوب اليوم في الرسم الكرافيكي، ومازالت اعماله شاهدة له على ذلك سواء في الملصقات الاشهارية او الفنية وتفننه في الصور المرافقة للأشرطة· بل يعتبر المرحوم من أمهر صانعي آلة الموندولين على الاطلاق· فقد صنع بيديه آلته، وتفنن في اتقانها· كما صمم لباس لمشاهب المشهور·
فبخلاف مايقوله البعض، لم يكن الشريف يلقن العزف ولا أصول النقر عليها لأحد ولكنه كان أكبر من ذلك، فقد كان مدرسة متشعبة الاقسام والفروع· إذ يمكنك ان تتعلم معه كيف تصبح فنانا متكاملا· لم يكن يرضى بالقليل وكان طموحه أكبر من إمكانياته المادية، رغم ذلك كان يعشق المغامرة والتحدي· فالفنان الحقيقي في نظره لايهاب أي شيء وبإمكانه تحقيق كل شيء·
فتح بابه للكثيرين، فلم يكن يعطي قيمة للمال ولا الوقت ولا الزمن، وكان بما وهبه الله، قادرا على ان يعيش عيشة رغدة، لكنه أراد ان يعيش ليومه·
لم يكن يبخل بتجاربه على أحد وبإمكانك ان تتعرف معه على العشرات يوميا، يقدمك لهم ويوصيهم خيرا بك وشعاره دائما أن الفن كالهواء مشاع بين الجميع· كانت للمرحوم ميزة خاصة داخل استوديوهات التسجيل، فقد كان مولعا بتقنيات الصوت والمزج حتى يخيل إليك أنك تحاور تقنيا متمرسا لا فنانا موسيقيا، وبالفعل فقد اشتغل مدة طويلة بأحد الاستوديوهات بالدار البيضاء كتقني للصوت· ولا أنسى ونحن بهذا الصدد أنه حضر تسجيل أول شريط للمجموعة سنة 1979 واشرف بنفسه رفقة المرحوم بوعزة الحيمر على ضبط الصوت وتصحيحه· وقد كان حضوره حينئذ دعما قويا لنا· وبعد الانتهاء من التسجيل واقتناعه بنجاجه عبر عن فرحته، فرحة الفنان العبقري الذي تتحرك أحاسيسه لكل شيء جميل وقال رحمه الله: لو لم أتوسم فيكم الخير لما رافقتكم كل هذه المدة· فحذار من الغرور "وكونو رجال يقدر شي نهار نخدمو جميع"· وقد رددها رحمة الله عليه غير ما مرة· بالمقابل كنت لا أريد ذلك فلا يمكن ان تستمر مجموعة السهام على حساب مجموعة لمشاهب، بالتالي فظروف الدراسة لم تكن تسمح لنا بالمغامرة مبكرا في عالم الاحتراف·
وبصدور الشريط ظهرت أمور ومستجدات احمد الله انها ذابت مع الزمن وطواها النسيان لم تكن لتفسد للود قضية، كان ذلك في نهاية سنة 1979·
لقد كان الشريف واعيا بأن كثرة المجموعات سيخدم مصالحها الفنية وسيزيد من عمرها، وان قلتها ستعجل بزوالها وسط زخم ألوان وموجات ستكتسح السوق الفنية وتلعب بمنتجيها، غير ان أطرافا اخرى كانت تعارض ذلك·
لقد كان رحمة الله عليه قويا بإرادته وأفكاره وأصابعه، صريحا، تختلط عليه فرنسيته بعربيته عندما يكون غاضبا· لم يكن مرتاحا في هذا الوسط حين أرهقته مشاكل الفن والحياة، كان حلمه كبيرا أضاع من أجله الوقت والراحة والمال، فكان دائم التنقل بين المغرب وفرنسا مرورا بتونس ثم ليبيا، لكن الطير الجريح لم يهدأ له بال الا بالعيش في أحضان وطنه وطن مازال يتذكره فيه المحبون ويسأل عنه الاصدقاء· وعندما حط الرحال وبدأ في نقش تجربة جديدة على صدر هذا الزمن فاجأه المرض الذي لم يكن في الحسبان، وكان الامل ان نراه مرات ومرات يحمل على كتفيه الموندولين ويعزف تحديه للمحن· لكن إرادة الله شاءت ان يرحل الى جواره في هذا الشهر الكريم، شهر القرآن والغفران والرحمة·
فلتكن أخي من المقربين الى الباري تعالى تحفك الرحمة والمغفرة · فدعواتنا لك لن تنقطع وليجعل لك الله فيما عانيته هذا العام من ألم ومعاناة وتحمل، مغفرة وتجاوزا ورحمة·





صور نادرة لمجموعة لمشاهب